تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق.
قوله: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: كل يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيداً، لا شيء له من مال ولا ولد إليّ. وذُكر أنه عُنِي بذلك: الوليد بن المغيرة المخزومي. ذكر من قال ذلك: حدثنا سفيان، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا يونُس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد، عن سعيد بن جُبير أو عكرِمة، عن ابن عباس، قال: أنزل الله في الوليد بن المغيرة قوله: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } وقوله:{ فَوَرَبِّكَ لَنَسألَنَّهُمْ أجَمعِينَ... } إلى آخرها. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } قال: خلقته وحده ليس معه مال ولا ولد. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن محمد بن شريك، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، وكذلك الخلق كلهم. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } وهو الوليد بن المغيرة، أخرجه الله من بطن أمه وحيداً لا مال له ولا ولد، فرزقه الله المال والولد، والثروة والنماء. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً }... إلى قوله:{ إنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } .. حتى بلغ{ سأُصْلِيهِ سَقَرَ } قال: هذه الآية أُنزلت في الوليد بن المُغيرة. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } يعني الوليد بن المغيرة.