لماذا أمرنا الله بغض البصر ولم يأمرنا بغض النظر ؟
الإجابة :
لأن النظر منه ما هو في مقدور الإنسان ومنه ما ليس في مقدوره ولا يتحكم فيه، والله عز وجل إنما أمر بغض البصر الذي يتحكم الإنسان فيه ويستطيع السيطرة عليه، ولذلك قال العلماء إن مِنْ في قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] للتبعيض لأن النظرة الأولى لا تُملك فلا تدخل تحت خطاب التكليف، لأن وقوعها لا يكون مقصوداً فلا تكون مكتسبة، ومما يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد والترمذي وأبو داود. إذا تقرر هذا علمنا أن الإعجاب الوارد في الحديث المسؤول عنه لا يلزم أن يكون ناشئاً عن النظر الذي حرمه الله تعالى وهو النظر المتعمد إلى الحرام، بل الإعجاب أعم من النظر كله لأنه قد يكون ناشئاً عن غير نظر كسماع صوت ونحوه، وعلى كل حال فلا تعارض بين الآية والحديث. والله أعلم.